التونر للبشرة: تعريفه، أنواعه، فوائده، وطريقة استخدامه بشكل صحيح

التونر للبشرة هو منتج تجميل يُستخدم بعد تنظيف الوجه وقبل وضع المرطب، ويُعتبر من العناصر الأساسية في روتين العناية بالبشرة. تتركز أهمية التونر في قدرته على تهيئة البشرة لاستقبال المنتجات التالية، وإزالة أي شوائب أو بقايا تنظيف قد تكون متبقية على الجلد بعد غسله. لكن مفهوم التونر وتكوينه قد تطور بشكل كبير مع مرور الوقت، حيث لم يعد التونر مجرد مادة قابضة للبشرة كما كان يُعتقد سابقًا، بل أصبح يتوفر بأنواع متعددة تلبي احتياجات مختلفة للبشرة.

تعريف التونر للبشرة

التونر هو مستحضر مائي، غالبًا ما يكون ذا قوام خفيف، يحتوي على مكونات تهدف إلى تنقية الجلد وتنظيم إفراز الدهون، بالإضافة إلى ترطيب البشرة وتحضيرها لاستقبال الكريمات أو السيرومات. يهدف التونر إلى إعادة التوازن للبشرة، خصوصًا بعد عملية التنظيف التي قد تسبب جفافًا أو اختلالًا في مستوى الحموضة (pH) الطبيعي للبشرة.

يُستخدم التونر على نطاق واسع كجزء من نظام العناية اليومية بالبشرة، وهو مناسب لمختلف أنواع البشرة، مع اختلاف التركيبات لتلائم كل نوع منها. استخدام التونر يساهم في تحسين مظهر الجلد ويمنحه إحساسًا بالنظافة والانتعاش.

مكونات التونر الأساسية

تختلف مكونات التونر بشكل كبير حسب النوع والهدف منه، لكن هناك عدة مكونات شائعة تتواجد في معظم أنواع التونر، مثل:

• الماء: يشكل قاعدة معظم أنواع التونر.

• الكحول: يُستخدم في بعض أنواع التونر لتنظيف البشرة من الزيوت الزائدة وتطهير المسام، لكنه قد يسبب جفافًا إذا استخدم بتركيز عالي.

• مستخلصات نباتية: مثل الألوفيرا، الشاي الأخضر، البابونج، والورد، والتي تساعد في تهدئة وترطيب البشرة.

• مضادات الأكسدة: تساعد في حماية البشرة من الضرر الناتج عن العوامل البيئية.

• مركبات قابضة: مثل التانينات التي تساهم في تقليل حجم المسام ومنع تراكم الأوساخ.

• مكونات مرطبة: كالجلسيرين، حمض الهيالورونيك، التي تعزز ترطيب البشرة.

• مكونات مهدئة: كالألانتوين وفيتامين E لتقليل الاحمرار والالتهابات.

أنواع التونر للبشرة

هناك تصنيفات متعددة للتونر تبعًا للتركيبة والوظيفة، وأهمها:

1. التونر القابض (Astringent Toner)

يحتوي على نسب عالية من الكحول أو مكونات قابضة تهدف إلى تقليل إفراز الزيوت وتقليص حجم المسام. يناسب البشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب، لكنه قد يسبب جفافًا للبشرة الحساسة أو الجافة.

2. التونر المرطب (Hydrating Toner)

يركز على ترطيب البشرة ومنع جفافها، يحتوي على مكونات مثل حمض الهيالورونيك والجلسيرين ومستخلصات النباتات المهدئة. يناسب البشرة الجافة والحساسة.

3. التونر المتوازن (Balancing Toner)

يساعد على إعادة توازن درجة الحموضة للبشرة بعد التنظيف، ويعمل على تنقية البشرة بلطف دون تجفيفها، ويُستخدم لجميع أنواع البشرة.

4. التونر المقشر (Exfoliating Toner)

يحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي (AHA) أو بيتا هيدروكسي (BHA) التي تزيل خلايا الجلد الميتة بلطف، وتعزز تجديد خلايا البشرة، ويستخدم عادة للبشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب.

5. التونر المهدئ (Soothing Toner)

مصمم خصيصًا للبشرة الحساسة أو المتهيجة، يحتوي على مكونات تقلل الاحمرار والالتهابات مثل الكاموميل والألوة فيرا.

فوائد التونر للبشرة

التونر ليس مجرد خطوة إضافية، بل له فوائد مهمة تعزز صحة ومظهر الجلد، ومنها:

• تنظيف أعمق: يساعد على إزالة بقايا المكياج أو الأوساخ التي قد لا تُزال بالكامل بالغسيل فقط.

• تقليل حجم المسام: من خلال خصائصه القابضة التي تقلل من اتساع المسام وتمنع تراكم الشوائب بداخلها.

• تحسين توازن البشرة: يعيد التونر توازن درجة الحموضة للبشرة (pH) مما يساعد على منع جفاف الجلد أو زيادة الدهون.

• ترطيب البشرة: خاصة التونر المرطب الذي يمنح الجلد طبقة من الرطوبة تدوم لفترة.

• تهيئة البشرة: يجعل البشرة جاهزة لاستقبال المنتجات اللاحقة مثل السيروم أو الكريمات، مما يزيد من فاعلية هذه المنتجات.

• تقليل الالتهابات والاحمرار: بفضل المكونات المهدئة، يمكن للتونر أن يخفف من مشاكل البشرة الحساسة أو المتهيجة.

• تنشيط الدورة الدموية: عند تطبيقه بالتربيت على الوجه، يعزز تدفق الدم، ما يمنح البشرة إشراقًا وحيوية.

كيفية اختيار التونر المناسب للبشرة

اختيار التونر يتوقف بشكل كبير على نوع البشرة وحالتها، حيث تختلف احتياجات البشرة الدهنية عن الجافة أو الحساسة، وكذلك بحسب المشاكل التي تواجهها البشرة مثل حب الشباب، التصبغات، أو التجاعيد.

للبشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب

ينصح باستخدام التونر القابض أو المقشر الذي يحتوي على أحماض بيتا هيدروكسي مثل حمض الساليسيليك، التي تنظف المسام بعمق وتقلل من الإفرازات الدهنية. تجنب التونرات ذات التركيز العالي من الكحول لتفادي جفاف البشرة المفرط.

للبشرة الجافة

الأفضل هو اختيار التونر المرطب الذي يحتوي على مكونات مرطبة مثل حمض الهيالورونيك أو الجلسيرين ومستخلصات الألوفيرا. يجب الابتعاد عن التونرات التي تحتوي على الكحول لأنها تزيد من جفاف البشرة.

للبشرة الحساسة

التونر المهدئ والخالي من العطور والكحول هو الخيار الأمثل. المكونات مثل البابونج والبابونج والألانتوين تساعد على تهدئة الالتهابات والاحمرار.

للبشرة المختلطة

يمكن استخدام التونر المتوازن الذي يجمع بين ترطيب المناطق الجافة وتنظيم إفراز الدهون في المناطق الدهنية.

طريقة استخدام التونر الصحيحة

للحصول على أقصى استفادة من التونر، يجب الالتزام بطريقة استخدام مناسبة ومحددة:

1. تنظيف البشرة أولاً: باستخدام غسول مناسب لنوع البشرة لإزالة الأوساخ والزيوت.

2. تجفيف الوجه بلطف: باستخدام منشفة نظيفة مع تجنب الفرك القوي.

3. تطبيق التونر: يمكن تطبيقه بواسطة قطعة من القطن أو مباشرة بالأصابع.

4. الطرق المختلفة للتطبيق:

   • باستخدام قطعة القطن: تغمس في التونر وتمرر بلطف على الوجه والرقبة مع التركيز على المناطق الدهنية أو التي تحتاج لعناية خاصة.

   • باستخدام اليدين: توضع كمية قليلة من التونر على اليدين وتُربّت بلطف على الجلد حتى يمتص.

5. ترك التونر ليجف بشكل طبيعي: لا يُشطف بعد الاستخدام.

6. متابعة استخدام المرطب أو السيروم: بعد امتصاص التونر.

نصائح للحفاظ على فعالية التونر

• تجنب استخدام التونر الذي يحتوي على كحول عالي التركيز، خاصة للبشرة الحساسة والجافة.

• اختيار التونر وفقًا لنوع البشرة واحتياجاتها.

• استخدام التونر بانتظام كجزء من الروتين اليومي للعناية بالبشرة صباحًا ومساءً.

• حفظ التونر في مكان بارد وجاف بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة.

• في حالة حدوث أي تهيج أو حساسية، يجب التوقف عن استخدام التونر فورًا واستشارة طبيب الجلدية.

مقارنة بين التونر والمنتجات المشابهة

في مجال العناية بالبشرة، قد يختلط الأمر أحيانًا بين التونر ومنتجات أخرى مثل ماء الورد، السيروم، أو اللوسيون. لذا من المهم فهم الفروقات:

الآثار الجانبية المحتملة للتونر

على الرغم من فوائد التونر، قد تظهر بعض الآثار الجانبية في بعض الحالات، خصوصًا عند استخدام منتجات غير مناسبة أو تحتوي على مواد قاسية:

• جفاف البشرة: خاصة عند استخدام تونر يحتوي على نسب عالية من الكحول.

• تهيج الجلد أو الحساسية: بسبب العطور أو المواد الكيميائية القوية.

• احمرار وحرقة: في حالات البشرة الحساسة.

• تفاقم مشاكل حب الشباب: في حال عدم اختيار التونر المناسب أو الاستخدام المفرط.

الخلاصة

التونر للبشرة يمثل خطوة أساسية في روتين العناية اليومية، إذ يساهم في تنظيف البشرة بعمق، إعادة توازنها، ترطيبها، وتحضيرها لاستقبال العناية اللاحقة. اختيار النوع المناسب يتطلب معرفة دقيقة لنوع البشرة واحتياجاتها، كما يجب استخدام التونر بطريقة صحيحة لضمان تحقيق أفضل النتائج. التونر لا يزال يتطور باستمرار مع تطور صناعة مستحضرات التجميل، ويقدم حلولًا متنوعة تناسب مختلف مشاكل وأنواع البشرة.

المراجع

1. Mayo Clinic Staff. (2023). Skin care: 5 tips for healthy skin. Mayo Clinic.

2. American Academy of Dermatology Association. (2024). How to use toner and which type is best for your skin.

هذا المقال يستند إلى أحدث الدراسات والممارسات في مجال العناية بالبشرة ليقدم دليلاً شاملاً وموثوقًا حول التونر وأنواعه وفوائده وكيفية استخدامه بشكل فعّال.